(نسخة مصوّرة بجودة عالية بصيغة Pdf / عدد الأوجه : 8 / مقاس : 9.5*21 سم ) | |
التفريغ النصّي للمطويّة :
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن الأولاد هم زهرة الحياة الدنيا وفي صلاحهم قرّة عين للوالدين. وإن من المؤسف خلو مساجدنا من أبناء المسلمين، فقلّ أن تجد بين المصلين من هم في ريعان الشباب! وهذا والله ينذر بشر مستطير وفساد في التربية وضعف لأمة الإسلام إذا شبّ هؤلاء المتخلفون عن الطوق، وإذا لم يصلوا اليوم فمتى إذاً يقيموا الصلاة مع جماعة المسلمين؟! ولما كان الإثم الأكبر والمسؤولية العظمى على الوالدين، فإني أذكر نفسي وأرباب الأسر ممن حملوا الأمانة بحديث الرسول والله عز وجل يقول في محكم التنزيل: وفي حديث صريح واضح من نبي هذه الأمة للآباء والأمهات: { مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين } [رواه أحمد]. وفي هذا التوجيه النبوي الكريم من حسن التدرج واللطف بالصغير الشي الكثير، فهو يُدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين ولايضرب عليها إلا عند العاشرة من عمره، ويكون خلال فترة الثلاث سنوات هذه قد نودي إلى الصلاة وحُببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرة ! فمن واظب عليها خلال ثلاث سنوات بشكل متواصل هل يحتاج بعد خمسة آلاف صلاة أن يضرب !؟ قلَّ أن تجد من الآباء من طبق هذا الحديث واحتاج إلى الضرب بعد العاشرة. فإن مجموع الصلوات كبير واعتياد الصغير للصلاة وللمسجد جرى في دمه وأصبح جزءاً من جدوله ومن أعظم أعماله ! والكثير اليوم يضرب الإبن لكن على أمور تافهة لاترقى إلى أهمية الصلاة ومن تأمل حال صلاة الفجر ومن يحضرها من الأولاد ليحزن على أمة الإسلام ! وندر أن تجد في المساجد هؤلاء الفتية الذين كان لأمثالهم شأن في صدر الأمة ! فأين الآباء وأين الأمهات من إيقاظ أبنائهم للصلاة وحرصهم على ذلك؟! ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( بتُّ عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( يُعلّم الصبي الصلاة إذا عرف يمينه من شماله )، وكان السلف الصالح يلاحظون أبناءهم في الصلاة ويسألونهم عنها… عن مجاهد قال: ( سمعت رجلاً من أصحاب النبي وذكر الذهبي في السير: عن يعقوب عن أبيه، أن عبدالعزيز بن مروان بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها، و كتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، وكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوماً عن الصلاة، فقال: ما حبسك؟ قال: كانت مرجلتي تسكن شعري. فقال: بلغ من تسكن شعرك أن تؤثره على الصلاة، وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبدالعزيز رسولاً إليه، فما كلمه حتى حلق شعره. ومن أعظم ما يسديه الأب الموفق لابنه اصطحابه للصلاة معه وجعله بجواره ليتعلم منه وليحافظ عليه من كثرة اللغط والعبث. أيها الأب وأيتها الأم.. لا يخرج من تحت أيديكم غداً من لا يُصلي فتأثمان بإخراجه إلى أمة الإسلام كافراً من أبوين مسلمين وذلك بالتفريط والرحمة المنكوسة. فتخافان عليه من البرد ولا توقظانه لصلاة الفجر، وتخافان عليه من شدة الحر ولا يذهب ليصلي العصر! يقول ابن القيم رحمه الله: ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً ). أيها الأب ويا أيتها الأم.. إن في الحرص على إقامة صلاة الأبناء في المسجد فوائد عظيمة منها: 1 – براءة ذممكم أمام الله عزوجل والخروج من الاثم بعد تحبيبه للصلاة وأمره بها، قال ابن تيمية رحمه الله: ( ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يُعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً لأنه عصى الله ورسوله ). 2 – احتساب أجر تعويده على العبادة قال 3 – استشعار أن الابن في حفظ الله عزوجل ورعايته طوال ذلك اليوم، قال 4 – خروج الابن إذا شب وكبر عن دائرة الكفار والمنافقين كما قال 5 – تنشئة الابن على الخير والصلاح ليكون لكما ذخراً بعد موتكما فإن النبي ومن الأسباب المعينة على ذلك: 1 – أن تكون لهم أيها الأب قدوة صالحة في المحافظة على الصلاة والحرص عليها، فإذا بلغوا سبعاً وعقلوا شُرع أمرُهم بالصلاة والذهاب بهم إلى المسجد؛ فإن الصغير ينشأ على ما كان عوَّده أبوه. 2 – تقديم أمر الآخرة على أمر الدنيا في كل شيء، وتنشئة الصغار على ذلك وغرسه في نفوسهم، فلا تكون الامتحانات الدراسية أهم من الصلاة، ولا تكون المذاكرة أهم من الذهاب للمسجد، وليس من الفخر أن يكون ابنك مسئولاً كبيراً وهو من المنافقين الذين لا يشهدون الصلاة، أو من الكفار الذين لا يصلون، ويكفيك عزاً وفخراً أن يأكل من كسب يده ويشهد جماعة المسلمين. وإن جمع الأمرين فَبِها ونعمت. 3 – الصبر والمثابرة 4 – توفير الأسباب المعينة على القيام، ومن ذلك عدم السهر، وجعل ساعة منبهة عند الأذان أو قبله. وليكونوا في مقدمة الصفوف. سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – السؤال التالي في الجزء 12 من فتاواه: السؤال: بعض الأولاد يبكرون يوم الجمعة ويأتي أناس أكبر منهم ويقيمونَهم ويجلسون مكانَهم ويحتجون بقوله الجواب: ( هذا يقوله بعض أهل العلم، ويرى أن الأولى بالصبيان أن يصفوا وراء الرجال، ولكن هذا القول فيه نظر، والأصح أنهم إذا تقدموا لا يجوز تأخيرهم، فإذا سبقوا إلى الصف الأول أو إِلى الصف الثاني فلا يقيمهم من جاء بعدهم؛ لأنهم سبقوا إلى حق لم يسبق إليه غيرهم فلم يجز تأخيرهم لعموم الأحاديث في ذلك؛ لأن في تأخيرهم تنفيراً لهم من الصلاة، ومن المسابقة إليها فلا يليق ذلك. لكن لو اجتمع الناس بأن جاءوا مجتمعين في سفر أو لسبب فإنه يصف الرجال أولاً، ثم الصبيان ثانياً، ثم النساء بعدهم إذا صادف ذلك وهم مجتمعون، أما أن يؤخذوا من الصفوف ويزالوا ويصف مكانهم الكبار الذين جاءوا بعدهم فلا يجوز ذلك لِمَا ذكرنا، وأما قوله 5 – بث في أبنائك أحاديث الصلاة وحكم تاركها وعقوبته في الدنيا والآخرة، ورغبهم في الأجر العظيم لمن حافظ عليها، ولا تقل إنّهم صغار لا يعون، فهم يدركون ويحفظون ويحتاجون إلى ذلك لتقوية عزائمهم. 6 – اجعلْ لهم الحوافز والجوائز حتى يحافظوا على الصلاة، وأَذْكُرُ أنَّ أحد الآباء كان يجعل لأبنائه الصغار ريالاً كل يوم عن صلاة الفجر، وكانت الثمرة المبكرة أن كان أحد هؤلاء الصغار من كبار الأئمة المعروفين. وأذكرُ أَيْضاً امرأة أرملة وتحتها يتيم صغير فكانت تخرج به لصلاة الفجر كل يوم وأكرمها الله عزوجل بِهذا الابن فحفظ كتاب الله عزوجل، وهو أحد أئمة المساجد الآن ومن أبر الناس بأمِّه. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: { حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعودوهم الخير فإن الخير عادة } [رواه الطبراني]. 7 – الدعاء لهم في كل وقت واجعلهم أحياناً يسمعون دعاءك لهم بالصلاح والهداية والتوفيق والسداد، ومن دعاء الأنبياء والصالحين 8 – اربطهم بصحبة طيبة ممن يحفظون القرآن ويحافظون على الصلاة مع الجماعة وشجع أولئك الصغار بالهدايا والحوافز فهم أبناء المسلمين. 9 – ادْعُ لهم عند إيقاظهم واتلُ عليهم بعض الآيات والأحاديث 10 – لترى منك والدتُهم أنك حريص على أمر صلاتِهم وإيقاظهم فإن ذلك يعينها على الاستمرار والحرص والتأكيد عليهم واشكر لها جهودها وشجعها على ذلك وهم يسمعون. 11 – كما أنك أيها الأب إذا أردت شراء منْزل تفكر في قرب الخدمات من سكنك، فكر قبل ذلك بالمسجد ومدى قربه إلى منْزلك لأن في ذلك إعانة على الطاعة وتيسيراً لأمر الصلاة خاصة على الصغار مع مظنة حفظهم ومتابعتهم إذا كانت المسافة قصيرة. 12 – استشعر أن ابنك الذي تحب قد يكون حطباً لجهنم إذا لم يُصلِّ 13 – ليكن بينك وبين إمام المسجد تعاون في تشجيع أطفالك من قِبَلهِ وتقديم الجوائز لهم لمحافظتِهم على الصلاة – بما فيها صلاة الفجر – ولا يمنع أن يتحدث الإمام حاثاً الآباء على إحضار أبنائهم للصلاة، ثم يشكر الآباء الذين يحضرون أبناءهم ويسمي الصغار بأسمائهم. أيها الأب: يقول الله عزوجل: أصلح الله أزواجنا وذرياتنا وجعلهم قرة عين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (مصدر التفريغ : موقع كلمات – قسم المرأة والأسرة) |
التصنيفات: T2, الصلاة, دار القاسم, مطويّات متنوّعة في قسم الأسرة المسلمة