(نسخة مصوّرة بجودة عالية بصيغة Pdf / عدد الأوجه : 10 / مقاس : 9.5*21 سم ) | |
التفريغ النصّي للمطويّة :
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى، وبعد: فإن الزواج من أعظم نعم الله تعالى على عباده، فهو طريق المحبة، وسبيل السعادة، وعنوان الاستقرار، وهو آية من آيات الله تعالى الدالة على عظمته، قال تعالى: وهو نداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وسنة من سنن الأنبياء والمرسلين، وطريق شرعي حلال لقضاء الوطر وتصريف الشهوة، وعصمة للشباب والفتيات من الفتن والانحراف، وسبيل سهل وميسر لاكتساب الأجر والمثوبة من الله عز وجل بدون تعب ولا نصب، ووسيلة لتكثير الأمة المسلمة وزيادة قوتها وتجديد شبابها وإرهاب أعدائها، وباب يتم به التعارف بين المسلمين فتنتشر المحبة والألفة بينهم. وبالزواج أيضاً تحصل لذة النفس وسكينتها، وبقيامه تنتظم الحياة، ويحفظ الحياء، وينعم البال، ويستقيم الحال، ويتحقق العفاف، وتكون الذرية، ويسلم المجتمع من الانحلال والأمراض. من أجل كل هذه الأمور – وغيرها كثير – شرع ربنا الزواج وحثنا عليه ورغبنا فيه، ويسر لنا سبله، فقال تعالى: ولا شك أن للزواج فرحته وبهجته وأن النفوس مجبولة على حب ما يدخل السرور عليها، ولذلك فقد أباح الإسلام الفرح والسرور في حدود الآداب العامة والقيود الشرعية؛ لأن ذلك مما تنشرح إليه النفوس وتشتاق إليه بحكم الفطرة. وإذا كان من حق المسلم أن يفرح ويبتهج ويسر إذا حصّل نعمة أو تحققت له أمنية في دينه أو دنياه كالزواج مثلاً، فإن فرحه هذا يتجلى في شكر المنعم عز وجل الذي لولاه ما تحقق له فرح، أو حلت به البهجة، والشكر يحمل الشاكر على ضبط فرحه بالضوابط الشرعية، وألا يتخذ هذه النعمة وسيلة للوقوع فيما حرم الله. ولا ينسى المسلم أثناء فرحه هذا أن هناك فرحاً حقيقياً ليس بعده فرح، هذا الفرح هو الفرح بطاعة الله تعالى والاستبشار بفضله ورحمته أفراحنا عادة أم عبادة؟ المسلم مطالب أن تكون حياته كلها لله عز وجل، لا يفعل فعلاً، ولا يقول قولاً، ولا يتحرك خطوة إلا بهدي من كتاب الله وسنة رسوله ومن تمام حكمة الله ورحمته بعباده أنه لم يتركنا هملاً، بل حدد لنا كيف نفرح وكيف نحزن؟ ولم يتركنا في أفراحنا وأحزاننا لمشاعرنا وعواطفنا، ونفرح كيفما نشاء، ونحزن كيفما نشاء، ولم يتركنا للعادات والتقاليد نتخبط فيهما كيفما نشاء ويتلاعب بنا الشيطان كيفما نشاء. إلا أن كثيراً من الناس في هذه الأيام التي ضعف فيها الإيمان، وقل فيها الخوف من الله تعالى، وكثر الجهل بأحكام الدين، حادوا عن هدي الله ورسوله وسوف نشير فيما تبقى من هذه الرسالة إلى جملة من العادات والتقاليد التي انتشرت في أفراحنا، والتي حُدنا فيها عن شرع ربنا، وخالفنا بها هدي نبينا عادات وتقاليد تخالف الشرع في الأفراح والأعراس
(1) اختلاط الرجال بالنساء الأجانب: وصوره كثيرة منها دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت المنصة، ومنها دخول عمال الفنادق وقصور الأفراح في بعض الأماكن على النساء، ومنها دخول المصورين على النساء لتصوير الحفل، إلى غير ذلك من صور الاختلاط في الأعراس، وهي – للأسف – كثيرة. ولا شك أن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب محرم، إذ هو من أكبر الوسائل الميسرة للفاحشة، وقد حذر منه النبي (2) تبرج النساء وخروجهن إلى الأفراح بكامل زينتهن: وصور التبرج في الأعراس وغيرها كثيرة أيضاً، منها لبس الملابس القصيرة أو الشفافة المظهرة للمفاتن أو الضيقة التي تجسد العورة وتحدد الجسم، ولبس العباءات المزركشة، بل قد تجاوزت كثير من النساء كل المقاييس الأخلاقية، وتجاهلن كل العادات والتقاليد الطيبة، فأصبحن كالدمى، عبثن بوجوههن، وارتدين ملابساً لا تستر إلا القليل من أجسادهن، وصبغن شعورهن بالأصفر والأحمر، ولبسن ملابس مشقوقة وشفافة تظهر العورة، ولبسن الشعور المستعارة، ونمصن شعر وجوههن، إلى غير ذلك مما هو معلوم ومشاهد في أفراحنا، فأين هؤلاء النسوة من قول الله تعالى: (3) خروج النساء من بيوتهن متطيبات متعطرات: ومرورهن على الرجال مع أن النبي (4) استعمال آلات الطرب ومكبرات الصوت واستقدام المطربين والمطربات والراقصات والدقاقات حتى إن بعض الناس أصبح يتباهى بذلك ويكتب على بطاقات الدعوة يحي الحفل الفنان الفلاني أو الفنانة الفلانية، ولا شك أن هذا اللهو المقترن بآلات الطرب والمشتمل على الأغاني الخليعة، والذي يساعد على نشر الفواحش والرذائل في صفوف الشباب والشابات، ويهدم القيم ويغير السلوك، ويهيج النفوس، ويترك آثاراً سيئة في القلوب، لا شك أن هذا اللهو محرم، والأدلة على تحريمه كثيرة منها قول الله تعالى: وقال أما ما عدا ذلك من اللهو المباح الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم، والمشتمل على الكلمات الطيبة والعبارات التي تدعو إلى العفاف مع الدف لا الطبل، وبشرط أن يكون ذلك للنساء خاصة دون الرجال، وألا يحصل من وراء ذلك فتنة كظهور الأصوات للرجال، وألا يكون فيه اختلاط الرجال بالنساء، لاشك أن هذا النوع من اللهو مباح، وهو من إعلان النكاح والتفريق بينه وبين السفاح. (5) التصوير سواء كان فوتوغرافياً أو عن طريق الفيديو وهذا من أعظم المنكرات التي تحدث في الأفراح لما يترتب عليه من مصائب جليلة لكثير من الناس، فكم من أسر مترابطة قد تشتت شملها بسبب التصوير، وكم من فتيات عفيفات قد تلطخت سمعتهن بسبب وقوع صورهن في أيدي رجال لا يخافون الله، هذا مع أن التصوير منكر بل من كبائر الذنوب، ولو لم يكن فيه إلا لعنة الرسول (6) منصة العروسين (الكوشة): حيث يجلس العريس إلى جوار العروس على المنصة أمام الناس، وهذا منكر لا يجوز، يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس بين النساء، وبجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها من الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية مافي هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر ) اهـ. (7) التشريعة: وهي أن تلبس المرأة ثوباً أبيض كبيراً، وتلبس معه شراباً أبيض وقفازين أبيضين، وهي من العادات السيئة والأعراف الفاسدة التي تسربت إلى مجتمعنا من الكافرين، وفيها تشبه بالكفار، وهي عادة لا أصل لها في القرآن ولا في السنة، ولم يفعلها النبي (8) الإسراف والتبذير في حفلات الأفراح: وصوره كثيرة منها الإسراف في الوليمة وتكثير الطعام بدون حاجة مما يترتب عليه إلقاء المتبقي فى النفايات مع وجود الفقراء الذين هم في حاجة ماسة لهذه الأطعمة، ومنها استئجار قصور وصالات لإقامة الحفلات بمبالغ باهظة مما يثقل كاهل الزوج، وقد يضطره ذلك إلى الاستقراض والدين، ومنها مايُعرف بـ ” النثار” وهو ما يطرح من النقود والجوز واللوز والسكر والحلوى، ومنها إحضار المطربين والمطربات والدقاقات مع ما فيه من الحرام… وكل هذه الأمور أدت بكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج لعدم قدرتهم على دفع تكاليفه الباهظة، وإنا لله وإنا إليه راجعون. (9) شهر العسل: حيث يصحب الزوج زوجته ويسافر بها قبل أو بعد الدخول بها إلى بلاد الكفر، وهو من العادات المنكرة والظواهر السيئة التى دبّت في مجتمعات المسلمين، كما أن فيه تقليداً أعمى للكفار، ناهيك على مافيه من مفاسد جمة وفتن عظيمة وآثار سلبية تعود على الزوج والزوجة معاً، فقد يتأثر الزوج بعادات الكفار وتقاليدهم فيزهد في دينه وعاداته الطيبة، وتتأثر الزوجة بالكافرات فتخلع ربقة الدين وتاج الحياء، وتزهد في أخلاق وعادات أهلها الطيبة، وتنجرف في تيار الفساد والخلاعة والتبرج. (10) السهر إلى وقت متأخر والتأخر في الخروج من الحفل، مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر جماعة بالنسبة للرجال، وإرهاق الجسد والإضرار بالأطفال وأهل البيت وإغضاب الزوج بالنسبة للنساء، وهذا السهر محرم كما قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله. كلمة أخيرة
رأيت أخي المسلم وأختي المسلمة بعض العادات والتقاليد التي تعج بها أفراحنا وأعراسنا، والتي تخالف شرع الله وهدي رسوله ولا طريق للحصول على السعادة والاستقرار والبركة في الحياة كلها إلا بالتخلص من هذه العادات الدخيلة، والتقاليد الباطلة، والسير على هدي الكتاب والسنة ليس في أفراحنا فحسب بل في كل حياتنا، قال تعالى: نسأل الله تعالى أن يجعل أيامنا كلها فرحاً وسروراً، وأن يطهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. (مصدر التفريغ : موقع كلمات – قسم الأعياد والمناسبات) |
التصنيفات: T2, دار الوطن, مطويّات متنوّعة في قسم الأخلاق و الرقائق, مطويّات متنوّعة في قسم الأسرة المسلمة