(نسخة مصوّرة بجودة عالية بصيغة Pdf / عدد الأوجه : 10 / مقاس : 9.5*21 سم ) | |
التفريغ النصّي للمطويّة :
الحمدلله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون. وأصلي وأسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد قامع الشرك والضلالة ومُظهر الحق والداعي إليه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد أخي القارئ الكريم: ما هي البدعة التي حذر منها الشارع ووصفها بالضلالة؟ البدعة لغة: ما أحدث على غير مثال سابق. وشرعاً: هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشريعة فهي في مقابل السنة وضد السنة. وإليك أخي المسلم بعض النصوص في شأن البدعة: 1. عن العرباض بن سارية 2. عن جابر بن عبدالله 3. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله قال ابن حجر رحمه الله على كل بدعة ضلالة: ( وهذه الجملة قاعدة شرعية فكل بدعة ضلالة فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدي، وأما حديث عائشة رضي الله عنها فمن جوامع الكلم وهو ميزان للأعمال الظاهرة، والمبتدع عمله مردود ولأهل العلم فيه قولان: الأول: أن عمله مردود عليه، والثاني: أن المبتدع رد أمر الله لأنه نصب نفسه مضاهياً لأحكم الحاكمين فشرع في الدين ما لم يأذن به الله ). وإليك ما ورد في شأن البدعة من كلام بعض صحابة رسول الله وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ( من استحسن فقد شرع ) وقال الإمام أحمد رحمه الله: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله خطر البدع 1 – عمله مردود عليه. 2 – تحجب عنه التوبة ما دام مصراً على بدعته. 3 – لا يرد حوض النبي 4 – عليه إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة. 5 – صاحب البدعة ملعون. 6 – صاحب البدعة لايزداد من الله إلا بعداً. 7 – البدعة تميت السنة. 8 – البدعة سبب الهلاك. 9 – البدعة بريد الكفر. 10 – البدعة تفتح باب الخلاف الذي لم يُبنَ على دليل بل على الأهواء. 11 – التقليل من شأن البدع يؤدي إلى الفسوق والعصيان. والأدلة على ما ورد تركنا إيرادها للاختصار وهي موجودة في كتاب [البدعة لسليم الهلالي ص17-49]. شبهات لمحسني البدع وردها 1. ( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء ). أولاً هذا الحديث لا يصح مرفوعاً بل هو من كلام ابن مسعود رضي الله عنه. وقول الصحابي لا يعارض به قول الرسول وليس من شك أن المقلدين ليسوا من أهل العلم، وأكثر من يعمل هذه البدع هم من المقلدين. 2. قول عمر رضي الله عنه: ( نعمت البدعة هذه ) هذا في صلاة التراويح وهي سنة، ولكن عمر لما أقامها جماعة وقد ترك الرسول 3. { من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء… } وهذا الحديث له قصة، وهي أنه جاء إلى الرسول 4. العرف وهو ما عليه كثير من الناس من بدع تعارفوا عليها وتمسكوا بها لأنها أعرافهم التي أدركوا عليها آباءهم، وهذه هي علة المشركين في جحدهم للحق من أسباب الابتداع 1. الجهل بالسنة المطهرة ومصطلح الحديث بحيث لا يميزون بين الصحيح والضعيف فتكثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة مثل بدعة النور المحمدي تعتمد على حديث موضوع ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وبدعة خلق المخلوقات من أجل محمد 2. اتخاذ الناس رؤساء جهالاً يقومون بالفتوى والتعليم ويقولون في دين الله بغير علم. 3. عادات وخرافات لا يدل عليها شرع ولا يقرها عقل مثل بدع الموالد والمآتم وغيرها. 4. اعتقاد العصمة في الأئمة المجتهدين، وإعطاء الشيوخ قداسة تقارب منازل الأنبياء. 5. اتباع المتشابه من الآيات والأحاديث وعدم ردها إلى المحكم. المولد النبوي أول ظهوره: أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، وهم عبيديون ولا صلة لهم بفاطمة رضي الله تعالى عنها، وهم زنادقة يتظاهرون بأنهم روافض وباطنهم الكفر المحض. أحدثوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي رضي الله عنه، ومولد السيدة فاطمة رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر، ثم أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ثم أعيدت على يد الآمر بأحكام الله الفاطمي سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعد ما كاد الناس أن ينسوها. وأول من أحدث المولد بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في القرن السابع واستمر العمل به إلى يومنا هذا. ولم تكن هذه الموالد من عمل السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة ولا من عمل الأئمة الأربعة وإنما أحدثها الزنادقة والجهال بعد القرون المفضلة، فهو بدعة في دين الله ولا تجد مشركاً إلا وهو منتقص للرب سبحانه وتعالى ولا مبتدعاً إلا وهو منتقص لرسول الله قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ( وإن من جملة ما أحدث الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول، وهم في هذا الاحتفال على أنواع: – فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد، أو تُقدَّم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة. – ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر. – ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت. – ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة. والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع، وألا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه. هذا وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي: 1 – دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي والجواب عن ذلك نقول: إنما تعظيمه 2 – الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان. والجواب عن ذلك نقول: أن الحجة بما ثبت عن الرسول وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة، وإن كثروا: 3 – يقولون: إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي والجواب عن ذلك أن نقول: إحياء ذكر النبي 4 – قد يقولون: الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله! والجواب عن ذلك أن نقول: البدعة لا تُقبل من أي أحد كان، وحسن القصد لا يسوغ العمل السيئ، وكونه عالماً عادلاً لا يقتضي عصمته. 5 – قولهم: إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم! ويجاب عن ذلك بأن يقال: ليس في البدع شيء حسن؛ فقد قال 6 – قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده له ينبئ عن محبته؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته والجواب أن نقول: لاشك أن محبته ![]() وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة، قال تعالى: بطلان عيد المولد من وجوه 1 – أن رسول الله 2 – أن النصوص تنهى عن البدعة وتصفها بأنها ضلالة { وكل بدعة ضلالة }. 3 – ولذلك أبطل رسول الله 4 – أنها من ابتداع الروافض أعداء الإسلام، وهم أهل البدع وبناء القباب والمساجد على القبور. 5 – عدم فعل أحد من السلف الصالح لهذه البدعة مع أنهم أكمل إيماناً وأفهم للنصوص وأي شيء يُتدين به ولم يكن من علم السلف فليس بدين بل بدعة محدثة. المهتمون بالمولد 1 – صنف همُّهم نشر البدعة والتفاني في ذلك وليس من أهل العلم والصلاح وإنما مشهور عنهم التقصير في السنة وفي حضور الجمع والجماعات والطاعات وإنما ينشطون عند البدع مع البيان لأكثرهم أنهم على بدعة ولكنهم مصرون عليها. 2 – الجهال من العامة الذين يعتقدون أنها عبادة مشروعة ويتبعون من يقودهم إلى الهاوية. 3 – أناس همهم الشهوات مما يجدون في المولد من أكل وشرب واختلاط بالنساء ونحو ذلك. وبعد هذا أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتجنب البدع، ومن وقع في شيء منها فعليه تركها والرجوع إلى السنة، وأوصي بقراءة بعض الكتب المتعلقة بذم البدع مثل كتاب [الاعتصام] للشاطبي المالكي رحمه الله، وكتاب [الإبداع في مضار الابتداع] لعلي محفوظ، ورسالة [التحذير من البدع] للشيخ عبد العزيز بن باز، ورسالة [البدع وأثرها السيء في الأمة] لسليم الهلالي وهي رسالة مفيدة جداً على اختصارها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (مصدر التفريغ : موقع كلمات – قسم المخالفات و البدع) |
التصنيفات: T2, السيرة النبويّة, دار القاسم