(نسخة مصوّرة بجودة عالية بصيغة Pdf / عدد الأوجه : 8 / مقاس : 9.5*21 سم ) | |
التفريغ النصّي للمطويّة :
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على نبيه الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى. يعتبر الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي يحتاجها المرء.. في حياته، ولكن كثيراً من الناس يقع في هذا الموضوع إما في إفراط بحيث يغلو فيه ويجعل همه هو الترويح عن نفسه والترفيه عنها، ومن الناس من يفرط فيه ويرى أنه لا فائدة منه ولا داعي له، بل هو مضيعة للوقت مفسدة للعمر.. ونحن هنا نحاول تبيان مفهوم الترويح في ضوء القيم والمبادىء الإسلامية، مع بيان أهميته، ونقدم شيئاً من أدلته وخصائصه، ونبرز ما يوافق الله له من ضوابط وقواعد شرعية عل ذلك أن يدفع إلى استخدام صحيح للترويح، وممارسة له منضبطة بالشرع الحنيف. تعريف الترويح: تدور مادة ( روح ) في اللغة حول معاني: السعة، الفسحة، الانبساط، إزالة التعب والمشقة، إدخال السرور على النفس، الانتقال من حال إلى حال آخر أكثر تشويقاً منه ونحو ذلك. أما تعريفه في الإصلاح: فهو أوجه النشاط غير الضارة التي يمكن أن يقوم بها الفرد أو الجماعة في أوقات الفراغ بغرض تحقيق التوازن، أو الاسترخاء وإدخال السرور والتنفيس عن النفس الإنسانية وتجديد همتها ونشاطها في ضوء القيم والمبادىء الإسلامية. أهمية الترويح: تبرز أهمية الترويح عن النفس في جوانب كثيرة منها: تحقيق التوازن بين متطلبات الكائن البشري ( روحية – عقلية – بدنية ) ففي الوقت الذي تكون فيه الغلبة لجانب من جوانب الإنسان، يأتي الترويح ليحقق التوازن بين ذلك الجانب الغالب وبقية الجوانب الأخرى المتغلب عليها. يساهم النشاط الترويحي في إكساب الفرد خبرات ومهارات وأنماط معرفية، كما يساهم في تنمية التذوق والموهبة ويهيء للإبداع والإبتكار. يساعد الإشتغال بالأنشطة الترويحية في إبعاد أفراد المجتمع عن التفكير أو الوقوع في الجريمة، وبخاصة في عصرنا الذي ظهرت فيه البطالة حتى أصبحت مشكلة، وقلت فيه ساعات العمل والدراسة بشكل ملحوظ وأصبح وقت الفراغ أحد سمات هذا العصر. الترويح ينقذ الإنسان من الملل والضجر وضيق الصدر، وما إلى ذلك من الإحساسات الأليمة التي يسببها في العادة عند بعض الناس خلوهم من الأعمال الجدية. ينسي الإنسان ما لديه من آلام نفسية أو حسية، أو يخفف من وطأتها. من أدلة جواز الترويح: 1 – ما روي في صحيح مسلم من حديث حنظلة 2 – وفي الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن الرسول 3 – وما روي عن أنس بن مالك 4 – ما في الصحيح عن محمود بن ربيع 5 – ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي 6 – وما عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( والله لقد رأيت رسول الله خصائص الترويح عن النفس في الإسلام: الإسلام نظام متكامل – عقيدة وشريعة – لا بد أن تنبثق عنه جميع تصورات ومبادىء وقيم وسلوكيات المسلم، فموضوع الترويح لا بد أن ننظر إليه من خلال الخصائص التي أعطاها له الإسلام، ومنها أنه: 1 – عبودية لله: كما قال تعالى: 2 – ثابت المعالم متجدد الوسائل: فلا بد فيه من عدم تجاوز جوانب يوجب الإسلام تركها – لحرمتها أو ضررها – فينضبط بضوابط الإسلام ويحتكم بأحكامه، وما سوى ذلك فللإنسان أن يبدع ويجدد فيه ماشاء من كيفيات ووسائل. 3 – يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية: فنجد أنواع الترويح المشروع شاملة لجميع حاجات ودوافع الإنسان التي تتطلبها جوانبه المختلفة ( الروح، العقل، الجسد ) مما يدل على أن من خصائصه العموم والشمول ومراعاة الفطرة. ضوابط الترويح عن النفس في الإسلام: 1 – الأصل في الترويح الإباحة: لقوله 2 ـ الترويح وسيلة لا غاية: فهو وسيلة لتحقيق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة، في حالة وجود اختلاف بالإفراط في جانب على حساب الجوانب الأخرى، وإذا تجاوز النشاط الترويحي هذا الحد وأصبح هدفاً في ذاته، فإنه يخرج من المستحب أو المباح إلى الكراهية أو الحرمة، فيخرج مثلاً احتراف بعض الأنشطة الترويحية عن دائرة المباح أو المشروع، لأن في ذلك إلهاءً عن الواجبات الأساسية. فالإسلام قد رفض الإفراط في كمية العبادات الشرعية، مثال قوله 3 – الجد هو الأصل والترويح فرع: سبق أن ذكرنا أن الترويح إنما هو حالة علاجية لحصول اختلال في إعطاء كل جانب من جوانب الكائن البشري ما يستحق من نشاط وقوة، ليعود الإنسان بكافة جوانبه مواصلاً سيره إلى الله بجد ونشاط، ويظهر ذلك جلياً في أقواله 4 – ألا يكون في النشاط الترويحي مخالفة شرعية: وهذا هو الضابط الأهم من ضوابط النشاط الترفيهي ولتطبيقه صور مختلفة منها: ألا يكون في النشاط الترويحي أذية للآخرين من سخرية، أو لمز ونبز، وغيبة، فقد قال تعالى: ألا يكون في النشاط الترويحي كذب وافتراء؛ فقد قال ألا يكون فيه تبذير للمال واستهلاك باذخ، قال تعالى: ألا يكون في النشاط الترويحي اختلاط لما يفضي إليه ذلك من النظر المحرم، والخلوة المحرمة، بالإضافة إلى أنه قد يكون ذريعة لمخالفات شرعية أكبر، والله تعالى قد نهى عن مجرد قربان الزنا ولم يقتصر على تحريم الزنا، بل القربان فقد قال تعالى: ألا يكون فيه معازف لقوله ألا يكون من نرد لقوله ألا يكون من ميسر، قال تعالى: ألا يكون فيه تحريش بين البهائم فقد نهى رسول الله ألا يتخذ ما له روح هدفاً، قال تصوير ما له روح، قال النظر إلى ما حرم الله لقوله تعالى: 5 – ألا يكون فيه ضرر على ممارسه: لقوله وبما سبق يتضح لنا الرؤى حول كثير من أساليب الترويح والترفيه المستحدثة، وبناء على الضوابط السابقة نستطيع قياس أي أمر وارد جديد… هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (مصدر التفريغ : موقع كلمات) |
التصنيفات: T2, دار القاسم, مطويّات متنوّعة في قسم الأخلاق و الرقائق