(نسخة مصوّرة بجودة عالية بصيغة Pdf / عدد الأوجه : 8 / مقاس : 9.5*21 سم ) | |
التفريغ النصّي للمطويّة :
إذا أكمل الصائمون صيام رمضان وقيامه -بمن الله وكرمه- فقد وفوا ما عليهم من العمل وبقى ما لهم من الأجر وهو المغفرة. ومن وفي ما عليه من العمل كاملا وفي له الأجر كاملا ومن سلم ما عليه موفرا تسلم ماله نقدا لا مؤخرا. قال سلمان: الصلاة مكيال فمن وفي وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين. فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال، من وفاها فهو من خير عباد الله الموفين ومن طفف فيها فويل للمطففين، أما يستحي من يستوفى مكيال شهواته ويطفف في مكيال صيامه وصلاته. ![]() ![]() ![]() ![]() عن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها لأن الله يقول: – وقال مالك بن دينار: الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل. – وقال عبد العزيز بن أبي داود: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم العم أيقبل منهم أم لا؟ – وخرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد الفطر فقال في خطبته: “أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم”. كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له: إنه يوم فرح وسرور فيقول: صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا فلا أدري أيقبله منى أم لا؟ ورأى وهيب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين!! – وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون. إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه ففي أي حين يستنير يخصب كل ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يقطع، ثم يوقد في النار. – من فرط في الزرع في وقت البدار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسران. – يا أرباب الذنوب العظيمة: الغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة، فما منها عوض ولا لها قيمة، فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة والمنحة الجسيمة. – يا من أعتقه مولاه من النار: إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك من النار وتتقرب منها وينقذك منها، وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها. إن امرءًا ينجو من النار بعدما تزود من أعمالها لسعيد إن كان الرحمة للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة للمتقين فالظلم غير محجوب عنها. كان حسان بن أبي سنان يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسحر بآخر، فنحل وسقم جسمه حتى صار كهيئة الخيال، فلما مات وأخل مغتسلة ليغسل كشف الثوب عنه فإذا هو كالخيط الأسود قال: وأصحابه يبكون حوله. قال حريث: فحدثني يحيى البكاء وإبراهيم بن محمد العرني قالا: لما نظرنا إلى حسان على مغتسله وما قد أبلاه الدءوب استدمع أهل البيت وعلت أصواتهم فسمعنا قائلا يقول من ناحية البيت: تجوع للإله لكي يراه نحيل الجسم من طول الصيام فوالله ما رأينا في البيت إلا باكيا ونظرنا فلم نجد أحدا. قال حريث بن طرفة: فكانوا يرون أن بعض الجن قد بكاه” (لطائف المعارف) – أين من كان إذا صام صان الصيام، وإذا قام استقام في القيام، أحسنوا الإسلام ثم رحلوا بسلام، فما بقي إلا من إذا صام افتخر بصيامه وصال، وإذا قام عجب بقيامه وقال: كم بين خلى وشجي، وواجد وفاقد، وكاتم ومبدي. “عباد الله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن فرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، فاستغنموا منه ما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلام، ودعوة عند فراقه بأزكى تحية وسلام. – أي شهر رمضان، أي سلطان الشهور وجامع البشر والسرور جامع البستان للزهور، أي شهر رمضان بث الأنس والحبور بث البدور للنور. – أي شهرنا الكريم وموسم خيرنا الوسيم، أي شهر المكرمات والكرامات، انجابت فيك الظلمات والظلامات، وتضاعفت فيك الحسنات، وفتحت أبواب السموات، لو لم يكن لك من الفضل إلا ليلة القدر وتردد الملائكة حتى مطلع الفجر لكان كفاية في تفضيلك ونهاية في تبجيلك. – أي شهر الأرواح، تهتز فيك وترتاح، وتطير بغير جناح. – أي شهر النعيم وددنا أن لو كان شهرك حجة ويا ليتك فينا ما تزال مقيما. – أي شهر الذي هيم نفوسنا، أي شهرنا المعظم قدرة المشرف ذكره. لقد ذهبت أيامه وما أطعتم، وكتبت عليكم فيه آثامه، وما أضعتم، وكأنكم بالمشمرين فيه وقد وصلوا وانقطعتم، أترى ما هذا التوبيخ لكم أو ما سمعتم. ما ضاع من أيامنا هل يغرم هيهات والأزمان كيف تقوم يوم بأرواح تباع وتشترى وأخوه ليس يسأم فيه درهم قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن. دهاك الفراق فما تصنع أتصبر للبين أم تجزع إذا كنت تبكر وهو جيرة فكيف تكون إذا ودعوا – كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع، وهو لا يدري هل يبقى له في عمره إليه رجوع. (مصدر التفريغ : موقع كلمات – قسم الأعياد و المناسبات) |
التصنيفات: T2, الصّيام, دار القاسم